تويتر.. وسيلة إعلامية مؤثرة في تشكيل الرأي العام
تويتر هو موقع التواصل الاجتماعي الذي تأسس في عام 2006، ويهدف إلى إمكانية التواصل بين المستخدمين بطريقة سريعة وسهلة. ويعد تويتر من أكثر المنصات المستخدمة في التواصل الاجتماعي بشكل عام وفي تبادل الأخبار والأحداث الجارية بشكل خاص. فهو يعتمد على نظام التغريدات القصيرة للتواصل بين المستخدمين، حيث يقلل من حجم النصوص ويسهل قراءتها ومشاركتها.
تويتر مكان للتعبير الحر عن الرأي والانتقاد والتحليل، وهو يمنح للمستخدمين حرية الانتقال من المتلقي إلى المرسل والعكس، ويسمح لهم بمتابعة الأحداث التي تهمهم بسهولة ويسر في أي وقت ومن أي مكان في العالم. وبهذه الطريقة، يمكن لتويتر أن يكون وسيلة إعلامية مؤثرة في تشكيل الرأي العام.
بإمكان المستخدمين العاديين أن ينشروا تغريداتهم وآرائهم على تويتر بشكل مباشر وسريع، مما يجعلهم مراسلين بأنفسهم للأحداث الحالية. وبالإضافة إلى ذلك، تم في السنوات الأخيرة وبعد ثورات الربيع العربي تكوين حسابات تويتر للصحفيين والمراسلين المباشرين الذين يتابعون الأخبار باستمرار وينشرونها للجمهور. فباستخدام الهاشتاج والكلمات الدلالية، وضع المستخدمون تويتر كأفضل وسيلة إعلامية تمكنهم من متابعة الأحداث وجهات النظر الكثيرة حولها في الوقت الحالي.
يمكن في تويتر التعليق على الأخبار وقبولها أو رفضها، كما يمكن تشكيل اتجاه جماعي فيما يتعلق بالموضوعات الحالية، وهذا يعكس تأثيرًا جغرافيًا وسياسيًا هائلًا على مستوى متزايد. فالجانب الذي يتم التركيز عليه في التغريدات والتعليقات في تويتر يتعلق بالغرض الذي يريده المستخدمون، إذ يمكن استخدام التفاعلات والتعليقات لإبراز السياسات والمواقف وتشكيل الرأي العام. وهذا يجعل تويتر قوياً في الاحتجاجات والثورات والحركات الاجتماعية.
من الملاحظ أن تويتر يتفوق على الصحافة التقليدية في السرعة وتغطية الأخبار، كما يبايع عليه المزيد من القادة السياسيين والشركات والأعمال في بلدانهم. ويرى البعض أن تويتر يمكن أن يساهم في الإصلاح الديمقراطي عن طريق اتصال الناس مع القادة والمؤسسات وتشكيل الرأي العام. ومن الواضح أنه يمكن التغيير بشكل أسرع إذا كانت هناك حشد كبير ومن وجهات النظر في تويتر.
ومع ذلك، يثير تويتر أيضًا البعض من الأسئلة حول طريقة تشكيل الرأي العام من قبل منظمات غير رسمية. وفي معظم الأحيان، يتم رصد الأخبار المعارضة في المعسكر الآخر، وبالتالي يتم الحسم في العديد من الأمور الرئيسية دون مراعاة الحقائق أو القيم أو الفصول الآخرى للقضايا. ومنها أن بعض التغريدات تكون الجزء الأكبر من الشائعات والأخبار الغير صحيحة، وهذا يجعل من الصعب حصر المصادر وتأكيد الأخبار المنشورة.
ولذلك، يثير استخدام تويتر لتشكيل الرأي العام العديد من التحديات والمخاطر. فعلى مستوى الشراء، تويتر يمكن أن يؤدي إلى نشوء أو تقوية أفكار متطرفة وقابلة للتشكيك، مما يؤدي إلى الانقسام في المجتمع. ومن الواضح أن من تبعات ذلك هي تفاقم الاضطرابات الاجتماعية والعنف في بعض الأحيان.
ويمكن القول بأن تويتر هو وسيلة إعلامية مؤثرة في تشكيل الرأي العام، ولكن يجب أن يتعامل المستخدم معه بحذر، حتى لا يتعرض للمخاطر الحقيقية، ويجب أن يعمل المستخدمون المهنيون في مجال الإعلام على التأكد من صحة الأخبار وتفتيش المصادر.