لا شك أن فيسبوك وتويتر هما النافذة الوحيدة التي لها تأثير قوي على الأحداث والأخبار السياسية والاجتماعية في الوطن العربي. فقد شكلت هذه المواقع الاجتماعية قناعة جديدة عند الشعوب العربية للتعبير عن آرائهم السياسية والاجتماعية بطرق سلمية وفي نفس الوقت الحقيقية.
ومنذ بزوغ فكرة هذه المنصات الاجتماعية ولغاية اليوم، كانت الكلمة الحرة واحدة من القطبين الرئيسيين للاستخدام؛ تويتر، خاصة، تعد منصة ترسل الأخبار بشكل سريع وأكثر مصداقية مما هي عليه أي وسيلة إعلامية تقليدية. فقط قبل سنوات قليلة، كان نقل الأخبار بمثل هذا الشكل لا يُعتبر مصدراً جديراً بالثقة، لكن اليوم بدأ الناس يعتمدون بشكل أكبر على تويتر للحصول على الأخبار في وقتٍ حقيقي.
ولكن، أحد العناصر الرئيسية التي جعلت تويتر موثوقة هي الحسابات الرئيسية للصحف الكبرى والتلفزيون والشخصيات العامة، ويعد حساب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحد الحسابات الرئيسية، الذي يتبعه الملايين من المستخدمين على تويتر، ولا تُعد متابعته للأحداث السياسية الدولية مستغرقة إلا دقائق، إذ يقوم بالرد بنفس اليوم على الأحداث العالمية، كما يعلن عن السياسات والتصريحات الهامة عبر حسابه.
ولكن، جرى استخدام هذا التطبيق بغير الأغراض الاعتيادية، حيث يستخدم العديد من المثقفين والكتاب والمدونين المثيرين للجدل تويتر لتطوير علاقاتهم الفردية وتوسيع نطاق نفوذهم، كما يعمل النشطاء السياسيون على تشكيل الرأي العام باستخدام تويتر والمواد التي ينشرونها إلى جانب تفضيل النزاعات السياسية وتنظيم حملات تحسين الوضع الاجتماعي والسياسي.
ويتميز تويتر بالسرعة والدقة ويمكن من خلاله الحصول على أخبار حديثة في وقت قصير، وهذا ما جعله مصدرًا قيمًا للاعتماد عليه، وصار ضروريًا لأي أحداث عالمية، لخاصة في الوطن العربي حيث تم التركيز بشكلٍ خاص على الأحداث السياسية والاجتماعية.
ولكن، لا يمكن تجاهل جانب آخر من تويتر، وهو عامل الصدقية، فالكثير من الناس الذين يستخدمون تويتر بتواتر كبير يعرفون بأن موثوقية المعلومات التي يتم تبادلها في المنصة تشكل عملية تحدي نظرًا لأنه يمكن لأي شخص أن يضع معلومات زائفة، مما يؤثر على مصداقية المنصة ككل.
ولذا، فإن تويتر بالتأكيد يشكل نافذةً كبيرةً في العالم العربي للأحداث السياسية والاجتماعية، لكن الأمر يتطلب الانتباه والتحري نظرًا لأن الاعتماد المفرط على المصادر غير الموثوقة يمكن أن يؤدي إلى نشر أخبار زائفة أو مجرد اعتماد بلا تفكير أو مشاهدات بعيدة عن الأصول العلمية لحقائق الأحداث وخروج المسار الوطني عن السيطرة.