لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي بدأت تشكل عاملاً أساسياً في التأثير على السياسة والاقتصاد في جميع أنحاء العالم. من هذه الوسائل يأتي تويتر، والذي بدأ كمنصة للتواصل الاجتماعي الذي يستخدم للتغريد ومشاركة الأخبار والأفكار الجديدة. ولكن بمرور الوقت، أصبح تويتر ذا تأثير هائل على السياسة والاقتصاد، ولا يمكن تجاهل هذا الأثر الذي يتزايد بسرعة مع كل يوم.
في السياسة، يستخدم تويتر كوسيلة للتعبير عن الرأي والتفاعل مع الأحداث الحالية. فمن خلال التغريد، يمكن للمستخدمين التعبير عن أفكارهم ومواقفهم حيال القضايا السياسية والمشاكل الأخرى. وبفضل هذه الأداة، أصبح بإمكان المواطنين العاديين التفاعل مع السياسة بطريقة أكثر فعالية، وذلك بعيداً عن الوسائل التقليدية الأخرى مثل الصحف والتلفزيون والمنابر الأخرى. لا يقتصر تأثير تويتر في السياسة فقط على المواطنين العاديين، بل يمكن أيضاً للسياسيين والحكومات والمرشحين استخدام تويتر كوسيلة للتواصل مع الناخبين وإرسال رسائلهم السياسية.
ومن الجانب الاقتصادي، يمكن لتويتر تحديد الميلا الاستهلاكية للمستهلكين والتي تساعد في عمليات التسويق وتحديد اتجاه السوق. فعندما يقوم المستخدمون بالتغريد حول المنتجات والخدمات، يمكن للشركات الحصول على ما يعرف بالمعلومات الجديدة والتي تساعدهم في تحديد ما يحتاجون إليه العملاء، وبالتالي تسويق منتجاتهم وخدماتهم بشكل أفضل. ويمكن أيضاً استخدام تويتر كوسيلة لإجراء البحوث عن المنتجات الجديدة واختبار فكرة قبل إطلاقها على السوق، وهو ما يتيح للشركات توفير المال من خلال الحصول على تعليقات المستخدمين العاديين وعدم الحاجة إلى تكاليف التسويق تحسباً لإفشاء المنتجات الجديدة.
كما يمكن استخدام تويتر في التجارة الإلكترونية، حيث يمكن للمستخدمين بيع وشراء منتجاتهم عن طريق هذه المنصة. وبالنسبة للشركات الصغيرة والناشئة، يمكن أن تعتمد على تويتر للحصول على العملاء الجدد وزيادة مبيعاتها نظراً لدى الشركات المتوسطة والصغيرة القدرة على التكيف والتغيير بسرعة ومرونة.
ومع مرور الوقت، يزداد تأثير تويتر على السياسة والاقتصاد بسرعة، لكن هذا التأثير يشوبه العديد من النقاط السلبية أيضاً. فأحياناً يتم استخدام تويتر لترويج الأخبار المزيفة والتضليلية، والتي يمكن أن تؤثر على القرارات السياسية والمعاملات الاقتصادية. كما يمكن استخدام تويتر كوسيلة للتشويش والتأثير على الانتخابات والتوجهات السياسية، وهو ما يعرف بالتدخل الأجنبي في الانتخابات.
ومن المهم جداً توضيح أن تأثير تويتر على السياسة والاقتصاد يقتصر فقط على المشتركين النشطين، فهناك العديد من الأشخاص الذين يختارون عدم استخدام هذه المنصة الرقمية إن جعلها لا تجعل المعايير واضحة بشكل جلي ولا يمكن الاعتماد عليها بطريقة قاطعة للاستنتاج.
بشكل عام، يمكن القول إن تويتر شكل عاملاً هاماً في التأثير على السياسة والاقتصاد في جميع أنحاء العالم. وبالنظر إلى الطبيعة المتغيرة السريعة للعالم الرقمي، فمن المرجح أن يزداد تأثير تويتر في المستقبل من خلال الابتكارات التكنولوجية المستمرة وتطويرها في المستقبل.