الأثنين. نوفمبر 25th, 2024
twitter app


الثورات العربية التي بدأت عام 2011 كانت من أهم الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية في العقود الأخيرة، حيث شهدت تغيرات جذرية في مسارات التنمية والتغيير الاجتماعي في المجتمعات العربية. وكان لدور وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الأثر الكبير في هذه الثورات، ولعل من بينها دور تويتر في نشر الفكر الثوري والتواصل مع المجتمع المدني.

في البداية، يجب التأكيد على أن دور تويتر في الثورات العربية لم يكن تجريدًا وحصريًا له، بل كانت هناك العديد من وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى التي ساهمت في نشر النضال الثوري وخلق انتفاضات شعبية مناهضة للأنظمة الحاكمة. وفي النهاية، كان الهدف المشترك لهذه الوسائل هو نشر الأفكار الثورية والوعي السياسي بين الشعوب العربية.

على الرغم من ذلك، كان لتويتر دور مهم وفعال في نشر الفكر الثوري والتواصل مع المجتمع المدني، وذلك بفضل آلية النشر الفعالة التي يوفرها الموقع للمستخدمين. وتتميز هذه الآلية بعدة عوامل، من أبرزها:

1- سرعة النشر والانتشار: حيث يمكن للمستخدم إرسال تغريداته في الوقت الفعلي، مما يجعلها تصل إلى الجمهور بشكل سريع جدًا، ويمكن لمستخدمي تويتر المشاركة في هذه التغريدات ونشرها على حساباتهم الشخصية وتحميلها بأسهل الطرق، وهذا ما جعل من تويتر واحدًا من أكثر المواقع انتشاراً في فترات الثورات.

2- الانتشار العالمي: تويتر يعد منصة عالمية يمكن لأي شخص في أي مكان الانضمام إلى شبكة الاتصال بها، ونشر رؤيته وتفكيره بشكل دائم وبأسهل الطرق، وهذا يربط المجاهدين والنشطاء في منطقة ما بآخرين في بقاع أخرى، ويضعهم في اتصال مع خبرات جديدة وأفكار ثورية منحازة لمشروعهم الثوري.

3- الكتابة بشكل مختصر وموجز: يزيد من نسبة الانتشار، حيث لا يتعدى الحد الأقصى لعدد الأحرف في التغريدة 280 حرفًا، مما يضطر المستخدمين للتعبير عن أفكارهم ومشاركة رؤيتهم بأسلوب مبسط وموجز جدًا، وبالتالي يضطر الجمهور لقراءة هذه التغريدات بشكل متسارع ومستمر، ويرفع نسبة الانتشار للمحتوى.

4- التعليق والمنافرة: يمكن للمستخدمين التعليق والرد على التغريدات التي يرونها، وهذا يزيد من نشر المحتوى، وتعزيز الحوار بين المستخدمين، مما يؤدي إلى زيادة العمل الجماعي وبناء شبكات منسجمة بين النشطاء والمثقفين في جميع أنحاء المناطق العربية.

هذه العوامل وغيرها من الثوابت المؤثرة في عملية النشر الفعال على تويتر، جعلت من الموقع الأكثر شهرة في مجال التواصل الاجتماعي، حيث تجاوز عدد مستخدمي التويتر المليار مستخدم، وهذا يعكس الحجم الكبير للمجتمع المدني في جميع أنحاء العالم، وما يمثله من أدوات للتأثير السياسي.

وبالرغم من العديد من المزايا التي توفرها تويتر في عملية النشر الفعالة والتواصل مع المجتمع المدني، فإن هناك تحديات وعوائق تعترض المستخدمين على المنصة. ويأتي من بين هذه التحديات، حظر الموقع ومنع الدخول إليه من قبل الأنظمة الحاكمة والدولية، كما يحدث في العديد من الدول العربية التي تحكمها أنظمة صارمة، ولكن هذا لم يمنع الشباب العربي من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، وتشكيل حركات جماهيرية قوية تنزل على الشوارع وتطالب بالتغيير السياسي.

في الختام، يجب الإشارة إلى أن دور تويتر في الثورات العربية لم يكن بمثابة الفاعل الوحيد والحاسم في التغيير، ولا يمكن إعتباره السبب الرئيسي وحده، بل تعددت الأسباب التي دفعت الشعوب العربية للنضال والتنكيف، ومن بينها التهميش والفقر والاستبداد والإحباط والظلم الذي طال الكثير من أهل الشعوب، وتلك المشاكل لم تزل ولن ينتهي منها، فتويتر لا يزال وسيلة تواصلية أساسية بين شباب الثورة ويستخدمهم كوسيلة للتواصل وتنظيم الثورة، وإسناد تضامنات غير محدودة دعمًا لمطالبهم، وتشكيل معسكر مثل تبنى نفس المشروع، وربما تجاوزوا جميع التحديات التي تعترضهم بعراقة في المطالبة بالحقوق العادلة والبناء الديمقراطي.

By عصام فهد

كاتب المحتوى مسؤول عن جميع مراحل إنتاج المحتوى بدءًا من التخطيط وصياغة الفكرة، وجمع المعلومات والاستقصاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *