دراسة: مدى تأثير تطبيق تيك توك على سلوكيات الشباب
تعد وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أداة أساسية في حياة الشباب، حيث يقضون ساعات طويلة يومياً في تصفح تطبيقات مثل فيسبوك، انستغرام، تويتر وتيك توك. ومن برامج التواصل الاجتماعي التي انتشرت بسرعة كبيرة وأصبحت شديدة الشعبية خلال السنوات الأخيرة تطبيق تيك توك.
تيك توك هو تطبيق يهدف إلى تسهيل مشاركة مقاطع الفيديو القصيرة والمحتوى الترفيهي بشكل مبتكر ومسلي. وقد اكتسب هذا التطبيق شعبية واسعة بين الشباب حول العالم، حيث يمكن للمستخدمين إنشاء ومشاركة مقاطع الفيديو المضحكة والإبداعية بكل سهولة.
ولكن مع انتشار هذا التطبيق وزيادة استخدامه من قبل الشباب، أثيرت العديد من التساؤلات حول تأثيره على سلوكياتهم وعلى المجتمع بشكل عام. ولهذا السبب، قامت العديد من الدراسات بتحليل هذا التأثير ودراسة آثاره على الشباب.
أحد الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع تمت في عام 2021 من قبل جامعة الدول العربية، حيث تم استطلاع رأي عدد من الشباب حول تأثير تطبيق تيك توك على سلوكياتهم. وقد أظهرت الدراسة نتائج مثيرة ومفاجئة حول هذا الموضوع.
وفي هذه المقالة، سنستعرض تلك الدراسة ونحلل تأثير تطبيق تيك توك على سلوكيات الشباب وعلى المجتمع بشكل عام.
تأثير تطبيق تيك توك على سلوكيات الشباب
تبينت الدراسة التي أجرتها جامعة الدول العربية أن تطبيق تيك توك له تأثير كبير على سلوكيات الشباب، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية والمستوى التعليمي والترفيه.
أظهرت النتائج أن استخدام تطبيق تيك توك قد أدى إلى زيادة في قدرة الشباب على التواصل والتفاعل مع الآخرين بشكل أكثر فعالية، وتحسين مهاراتهم الاجتماعية. كما أظهرت الدراسة أن الشباب الذين يستخدمون تطبيق تيك توك يميلون إلى التعبير عن أنفسهم بشكل أكثر إبداعاً وابتكاراً.
ومن ناحية أخرى، كشفت الدراسة عن أن استخدام تطبيق تيك توك يمكن أن يؤدي إلى تقليل وقت الدراسة والانغماس في العالم الافتراضي، مما يؤثر سلباً على الأداء الدراسي والتحصيل العلمي للشباب.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي محتوى بعض مقاطع الفيديو على تطبيق تيك توك إلى تشجيع سلوكيات سلبية مثل الانحراف الاجتماعي والتحريض على العنف أو السلوكيات المشينة. وهذا قد يؤثر بشكل كبير على قيم المجتمع والتصورات الخاطئة للشباب.
تأثير تطبيق تيك توك على المجتمع بشكل عام
بالنظر إلى الآثار السابقة، يمكن القول إن تطبيق تيك توك له تأثير كبير على المجتمع بشكل عام. فعلى الرغم من أنه يمكن أن تكون له تأثير إيجابي على بعض الجوانب، إلا أنه قد يكون له آثار سلبية أيضاً.
من الناحية الإيجابية، يمكن أن يساعد تطبيق تيك توك في توسيع آفاق الشباب وتحفيزهم على التعبير عن أنفسهم بشكل إبداعي وملهم. كما يمكن أن يساهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية وتواصل الشباب مع بعضهم البعض.
من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي تطبيق تيك توك إلى تشجيع سلوكيات سلبية وانحرافية بين الشباب، مما يسهم في تشويه صورتهم في المجتمع وزعزعة القيم الأخلاقية والاجتماعية.
وبالتالي، يجب على الشباب أن يكونوا حذرين في استخدام تطبيق تيك توك والابتعاد عن المحتوى الضار، وعلى الوالدين والمربين أن يتابعوا نشاطات أبنائهم على هذا التطبيق ويوجهوهم للاستخدام السليم.
ختاماً
تبين من دراسة جامعة الدول العربية أن تطبيق تيك توك قد أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياة الشباب في الوقت الحالي، وأن له تأثير كبير على سلوكياتهم ومجتمعهم. ومن الضروري توجيه الشباب للاستخدام الصحيح لهذا التطبيق وتوجيههم نحو الانفتاح والإبداع، وتجنب المحتوى الضار والسلبي.
في النهاية، يجب على الجميع أن يكونوا مستعدين لمواجهة التحديات الناجمة عن تقدم التكنولوجيا والتطورات الجديدة، والعمل على تعزيز الوعي والثقافة بين الشباب من أجل مستقبل أفضل وأكثر إيجابية.