تويتر وصحة العقل: كيف يؤثر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية في الوطن العربي؟
مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، و يمكن القول أن استخدامها أصبح مثل الأكل والشرب والنوم، و مع تزايد الانتشار المتسارع لمواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت دراسات عديدة تتحدث عن آثار استخدامها على الصحة النفسية، وبالأخص في الوطن العربي، حيث تمثل هذه المواقع جزءًا كبيرًا من حياة الكثير من الأشخاص.
عند النظر إلى الأرقام، نجد أن عدد المستخدمين لتويتر في الوطن العربي قد يتجاوز الـ 25 مليون مستخدم، وهو ما يمثل عائقًا كبيرًا في الهروب من الضغوط الإلكترونية والتأثير السلبي للتويتر على الصحة النفسية.
لتحديد تأثير استخدام تويتر على الصحة النفسية، يجب النظر في العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية. وفي الواقع، هناك العديد من العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية في الوطن العربي، ومن بينها الرؤية الثقافية والاجتماعية والدينية.
و يعتبر الإستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي من أبرز العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية في الوطن العربي، حيث تؤدي هذه المواقع إلى زيادة شعور المستخدم بالوحدة و العزلة و التشاؤم، كما أن استخدامها بشكل مفرط قد يؤدي إلى تناقص الشعور بالرضا و السعادة.
ولكن لا ينبغي ان نخلط بين استخدام التواصل الاجتماعي بشكل عام، و بين استخدام تويتر بشكل خاص، فعندما يتعلق الأمر بتويتر، تُظهِر الدراسات آثار سلبية كبيرة على الصحة النفسية في الوطن العربي.
في دراسة نشرت في العام 2018، تم العمل على دراسة تأثير تويتر على الصحة النفسية، وشارك في هذه الدراسة أكثر من 5000 شخص، وكانت نتيجتها مفزعة، حيث تم اكتشاف أن 24% من المشاركين يشعرون بالضغط النفسي من استخدام تويتر، بينما يشعر 19% من المشاركين بنوع من القلق، و 17% شعروا بالإحباط، و 16% شعروا بالتوتر، و 12% شعروا بضعف الذاكرة.
لا يكفي أن نرى الأرقام فقط، بل ينبغي أن نُحلل النتائج بصورة أوضح، ففي الواقع، يمكن للاستخدام الدائم لتويتر أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية النفسية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والضغط النفسي، وتلك المشاعر المفرطة يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات نفسية خطيرة.
إذا كنت تشعر بأنك قد أصبت بأي من هذه الأعراض بسبب استخدام تويتر، فيجب عليك تقليل وقت الاستخدام و عدم الوقوع في الفخ بين متابعة الكثير من الأشخاص والموضوعات على تويتر، حيث يمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة الضغط النفسي والإحباط.
يجب أن نضع في الحسبان أنا استخدام تويتر بشكل صحيح ومعتدل، ليس له تأثير سلبي على الصحة النفسية، إذ ان استخدام التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون سببًا لرفاهية الصحة النفسية، و قد يساعد على الشعور بالارتياح و الارتياح النفسي.
في النهاية، يجب على الأشخاص مراقبة ونظارة درجات استخدامهم لتويتر ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، واعتماد أكثر من ممارسة النشاطات الإيجابية التي تساعد على الحفاظ على الصحة النفسية، كما يجب على الأفراد أن يتذكروا أن مواقع التواصل لا يمكن أن تحدد مجرا كاملًا لحياتهم، حيث يشكل العلاقات الشخصية الحقيقية و الرياضة و الجلوس وستناول الطعام و النوم السليم عوامل مهمة في الحفاظ على صحتنا النفسية والعاطفية.