لا شك أن إحدى أكبر الظواهر الاجتماعية والتكنولوجية في العصر الحديث هو تطور وانتشار وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي، حيث أصبحت الشبكات الاجتماعية، بما فيها تويتر، جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس في عصرنا الحالي. وبالتزامن مع انتشار هذه الوسائل، ظهرت الكثير من الحركات والثورات الاجتماعية التي انطلقت منها، كثورة 25 يناير في مصر، ومن ثم الربيع العربي بأكمله.
ولا يخفى على أحد دور منصات التواصل الاجتماعي في تمكين المجتمعات، وتسهيل عملية التنظيم والتعبير عن الآراء والمطالب، كما أنها تفتح نافذة على العالم الخارجي وتساعد في إحراز التقدم والتطور. ومن هذا المنطلق، نرى أن تويتر ومنصات التواصل الاجتماعي، لديها دور هام وفعال في التغيير الاجتماعي في العالم العربي، وبكل تأكيد شارك في الثورات التي شهدتها دول المنطقة.
وعلى الرغم من أن تويتر لا يعد الوحيد المساهم في هذا التغيير الاجتماعي، إلا أنه أحد المنصات الأساسية التي تمكنت من توثيق الثورات وجميع الأحداث التي أعقبتها، كما أنها أيضًا مكانًا للتحدث مع الجماهير واستجابة للمطالب، وهذا ما يجعلها منصة مثالية للتأثير على التغيير الاجتماعي في العالم العربي.
حيث عندما انطلقت ثورات الربيع العربي في دول المنطقة، كان تويتر واحدًا من أهم الأدوات التي استخدمها النشطاء والمحتجون في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا وغيرها من الدول العربية. فبفضل تويتر تمكنت الشعوب من تنظيم وإدارة المظاهرات والاحتجاجات، وتبادل الأخبار والأحداث ومعلومات عن الأحداث الميدانية، بما في ذلك الاعتقالات والخطف والمنع والتهجير والحركات والقتال.
ومن ثم، منصات التواصل الاجتماعي، بما فيها تويتر، لعبت دورًا محوريًا في تمكين الشباب العربي من الوصول إلى الأخبار بسهولة وسرعة، وتبادل المعارف والعلوم والثقافات، والابتعاد عن الأفكار الخاطئة والتحرّشات والمضايقات. وإذا أردنا الحديث عن الأثر الاجتماعي الذي أحدثه تويتر، يجب الإشارة إلى العديد من المظاهرات التي نشأت في الشوارع بشكل فعلي وحقيقي، بسبب تأثير تويتر والمواقع الاجتماعية.
علاوة على ذلك، لعب تويتر دورًا مهمًا في تغيير طريقة التفكير والمناهج الدراسية، حيث ساعد الكثير من النشطاء والمثقفين من خلال هذه المنصة، على توجيه الدعوة إلى تغيير المناهج وإعادة قراءة التاريخ، بشكل ينعكس على الأسس الحقيقية للتغيير والتنمية والتعاون. وبهذه الطريقة، ساهم الشباب في خلق نقاش مستمر على هذا الموضوع، وكذلك على مواضيع أخرى تهم المجتمع العربي ككل.
من الواضح أن هذا النوع من التغيير الاجتماعي، الذي يعتمد على الشباب والمواطنين والنشطاء في تغيير واقعهم، لن يكون ممكنًا دون وسائل التواصل الاجتماعي، وفي هذا السياق، يظهر أهمية التقنيات الرقمية في سبيل تسهيل عملية التنظيم والتفاعل، وهذا ما يجعل من تويتر وسائل الاتصال الحديثة المعينة للنشطاء والمثقفين والشباب في تغيير المجتمعات التي يعيشون فيها.
بخلاصة، فإن تويتر ودوره في التغيير الاجتماعي في العالم العربي، هو أمر لا يمكن الإغفال عنه، والذي ظهر بشكل واضح وأثر في الاحتجاجات والحركات والثورات في دول المنطقة، حيث كانت مدرجة على قائمة الأدوات الأساسية للحضور في هذه الأحداث، والتي تمكنت من توثيق كل شيء يجري في الشوارع، وتأمل في تحقيق التغيير المطلوب وتحقيق الأهداف المنشودة، والظهور بشكل جديد ومختلف على صعيد العالم العربي. هنا، يبرز دور تويتر واضحًا في تمكين الناس للتعبير والتأثير والمشاركة في بناء المجتمعات المستقبلية.