باتت وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الحديث تلعب دوراً حاسماً في إبراز الرأي العام لمختلف الشرائح، بدءاً من الشخصية العادية وصولاً إلى الشخصيات العلمية والأكاديمية، والسياسية والاجتماعية بشكل واسع الانتشار، ولاستخدام هذه الأساليب بشكل متجدد؛ يتم بوساطة الأجهزة الذكية والأجهزة المحمولة لتصبح عاملاً كبيراً في مستقبل الإعلام والصحافة.
التواصل مع الآخرين في مجال التكنولوجيا الحديثة يسمى بمفهوم التواصل الاجتماعي، وتشمل هذه التقنيات العديد من الشبكات الاجتماعية الشهيرة مثل الفيسبوك وتويتر وإنستغرام وغيرها. ومن بين جميع هذه الوسائط، لا تزال منصة تويتر تبقى المنصة الأكثر شعبية في العالم العربي، حيث يستخدمها الملايين من المستخدمين للتعبير عن أفكارهم وآرآئهم.
تويتر وحرية التعبير في العالم العربي
لا شك في أن تويتر أصبحت منصة تستخدمها الأشخاص في العالم العربي للتعبير عن آرائهم بشكل عام، إلا أن هذه الحرية العامة التي يتمتع بها المستخدمين ليست بدون حدود. فمثل أي منصة أخرى، لا يزال هناك العديد من الضوابط والمحدوديات التي يتعين على المستخدم الالتزام بها حين استخدامه تويتر في إطار التعبير عن آرائه.
على سبيل المثال، في بعض الدول تتخذ الحكومات التدابير اللازمة للحد من حرية التعبير في التواصل الاجتماعي، وجعلها موضع رقابة ومراقبة، ويتم ذلك عادة بتحديد بعض القواعد والتعليمات التي تنظم نشر المحتوى على الإنترنت بشكل عام، مثل الخطاب الكراهية وانتهاك الشرف العام وغيرها من النقاط التي يعتبرونها غير مقبولة على الإنترنت.
وبالطبع، يسعى تويتر في جميع الأوقات إلى الحفاظ على تلك القواعد والقيم الأخلاقية على منصتها، وعلى المستخدمين التقيد بها، وهذا الأمر ينطبق على المستخدمين الذين يتواجدون في العالم العربي بشكل خاص. ونظرًا لوجود العديد من مستخدمي تويتر العرب في منطقة الشرق الأوسط، يعد هذا الأمر أكثر تعقيدًا من غيره، لأن هذه المنطقة جزء من العالم الذي يتحدث فيه الناس بالعربية، ولديها تقاليد وعادات سياسية وثقافية فريدة، ويعتبر هذا التنوع هو السمة المميزة التي يصعب التغلب عليها في إطار المحتوى.
مجموعة القيود على حرية التعبير على تويتر
إن كانت الحرية كبيرة لدى المستخدمين في العالم العربي، فيجب على الجميع الالتزام ببعض الضوابط التي تحددها تويتر في إطار النشر والتعليق، ويتوجب على المستخدمين الالتزام بالممارسات الأخلاقية الصحيحة في كتابة التغريدات وتبادل الردود على تويتر. فيما يلي بعض مجموعة القيود المفروضة على حرية التعبير على تويتر:
1- خطاب الكراهية: يعتبر تصوير أي جماعة قومية أو دينية أو عرقية على أنها مفتعلة للضرر أو مجرمة أو مطالبة بالتخريب أو تهديد الشخصيات العامة أو الفردية، يعتبر خطاب الكراهية، وهو محظور تماماً على تويتر.
2- المعلومات الشخصية: من الضروري على المستخدمين الالتزام بعدم نشر المعلومات الشخصية لأي شخص آخر على تويتر، فمثل هذه المعلومات يمكن أن تؤدي إلى التحقق من الحسابات المزيفة على موقع تويتر.
3- الاحتيال: يعد الإعلان عن مواضيع وهمية أو إجراء سلسلة من البطولات الوهمية أو الاحتيال لهدف التحصيل المادي محظوراً تماماً على تويتر.
4- المواد الإباحية: تلقي بظلالها السيئة على المجتمع وتعتبر هذه المواد محظورة بشكل عام على جميع المواقع الاجتماعية بما في ذلك تويتر.
5- الشتائم: يجب على المستخدمين الالتزام بعدم استخدام اللفظ الذي يسيء إلى الأشخاص الآخرين، ففي حالة تعرض المستخدم للتعرض للشتم المتواصِل من أحد المشاهير أو العامة على توتير، يجب الإبلاغ عن قواعد موقع تويتر على الفور.
تتغير مشاعر المستخدمين تجاه تويتر بناءً على بعض العوامل مثل الموضوعات والأحداث الجانبية التي يتم نشرها على الفعل، وهذا يعني أن التغريدات المزعجة والمتطرفة قد تؤدي إلى الطرد من تويتر، وهذا ما يريد تويتر تفاديه.
جميع هذه المزايا والعقبات المعروفة للتواصل الاجتماعي والتعديلات المطلوبة كلها يدور حول توازن مستدام بين حرية التعبير والحفاظ على الأخلاق والقيم والتحلى بالاحترام للآراء المختلفة، فبهذا الشكل يستطيع التعبير عن رأيه بحرية دون إساءة لغيره وبدون أن يترتب على ذلك الكثير من المشكلات أيضاً، لو كان من المزايا الوحيدة في استخدام تويتر هي الحرية المطلقة.