تعد مواقع التواصل الاجتماعي وخاصةً تويتر أحد اهم المنصات الرقمية الحديثة التي تحتل مكانة بارزة في المشهد الإعلامي العربي، حيث يتم استخدامها بكثرة في مختلف البلدان العربية سواء كأداة للترفيه أو كمصدر للأخبار والمعلومات المختلفة.
وشهدت هذه المنصات تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، حيث تمكن النشطاء والمتظاهرون في العالم العربي من الاستفادة من هذه الأدوات لنشر الرسائل السياسية والتواصل مع مجموعة أوسع من الناس وهذا ما قد أثر بشكل كبير في عمليات الاحتجاج والتغيير في مختلف الدول العربية.
تويتر والاحتجاجات في العالم العربي
أثارت التطورات السياسية المتلاحقة في العالم العربي، بما فيها الثورات والاحتجاجات التي شهدتها مختلف الدول العربية خلال السنوات الأخيرة، اهتمام جميع اللاعبين السياسيين، فأخذ استخدام الإنترنت والتواصل الاجتماعي بشكل عام يزداد يومًا بعد يوم وخاصةً تويتر، حيث يتم استخدام ذلك من قبل النشطاء والمتظاهرين المنتمين لمختلف الأطياف السياسية، من أجل نشر الرسائل السياسية والتغييرية، ومن خلاله يتم التواصل مع عدد أكبر من الناس، مما يجعله وسيلة فعالة في نقل الرسائل والأفكار والتحركات الاحتجاجية.
وهذا ما جعل التواصل القائم على تويتر من بين أهم العوامل الديناميكية التي أثرت في حدوث التغييرات والاحتجاجات في المنطقة وخاصةً تلك المتعلقة بالسياسة والإصلاح والحقوق المدنية والديمقراطية.
ففي ليبيا على سبيل المثال، استخدم الثوار الليبيون تويتر بكثرة خلال ثورتهم، حيث استطاعوا من خلاله التواصل مع الأصدقاء والأحباء، ونشر التحركات والتغييرات التي يقومون بها، إلى جانب استخدامهم للتواصل مع الجماعات والمؤسسات الدولية المعنية بمراقبة حقوق الإنسان، كما أن تلك الأداة ساهمت بشكل كبير في نجاح موجة الثورات التي شهدتها الدول العربية خلال الفترة الماضية، حيث وضح ذلك الناشطون المناصرون لها أن استخدامها يسهل على المتظاهرين المتابعة والتواصل مع بعضهم البعض.
تأثير تويتر في ربيع العربي
تعتبر التغيرات الشاملة التي شهدتها الدول العربية خلال فترة الربيع العربي، تطويرًا لمفهوم احتجاج القائد المتمركز في المراكز الرئيسية في البلاد، إلى نمط الاحتجاجات الجماعية المتشابهة التي تظهر في جميع أنحاء المنطقة، حيث كان تويتر من بين العوامل الداعمة الرئيسية لربيع العربي، حيث أنه لا يستخدم فقط لنشر المعلومات ولكنه يستخدم أيضًا للتواصل والتنسيق بين النشطاء والمتظاهرين.
فقد قام المتظاهرون بنشر مجموعة واسعة من الوسوم على تويتر، مثل #Jan25 و #ArabSpring، وقد استخدم طريقة الهاشتاغ بطريقة فعالة لجذب الانتباه وجمع الشخصيات العامة تحت مظلتهم، كما قد استخدمت الحكومات والدول لتحليل الأنشطة على تويتر للتأكد من تشجيع الثورات.
كذلك تمكن النشطاء من نشر الرسائل السياسية والتواصل مع عدد أكبر من الناس، مما جعله وسيلة فعالة لنقل الرسائل والأفكار والتحركات الاحتجاجية. وتظهر الإحصائيات أن الحركات التي تواجدت في تويتر تمكنت من تحسين نسبة الفعالية والخروج والتعبير بشكل فعال.
تويتر والأضرار السياسية
إلّا بعد كلّ هذا الإيجابي والإستفادة من أدوات التواصل الاجتماعي، نواجه الآن اكتشاف أضرار استخدام هذه المنصات الرقمية والتي تتعلق بانتشار المعلومات الخاطئة، والتمييز العرقي، وتشجيع الإرهاب، كما أن شبكات التواصل الاجتماعي قد أصبحت حلقة وصل أعدائنا مع أدوات الكائنات الحية الآلية الذكية، فعندما نشخص بعض المعلومات الخاطئة أو تطلعنا الأنظمة نحو الكراهية، تقوض المناجرة العامة والتعاون الواسع.
وبالتالي، يجب على الناس أن يكونوا حذرين في تناول المعلومات التي تم الحصول عليها من تويتر وعدم الاعتماد دائمًا على التقارير التي تظهر في المنصات الرقمية، وبدلاً من ذلك يجب أن يتم اتخاذ الوسائل الأولى فب التحقق من المصادر والبحث عن الحقائق الصحيحة.
الخلاصة
وبشكل عام، يمكننا القول أن التواصل الذي يتم على منصة تويتر له تأثير كبير جدًا في عمليات الاحتجاج والتغيير في العالم العربي، وقد أثر استخدام هذه الأداة بشكل كبير في حدوث تغييرات في العديد من دول المنطقة، ومن المهم جدًا أن نحترم الحرية الشخصية للجميع ونحترم حرية الرأي، وذلك من خلال التعاون والتفاعل السلوكي في المجتمعات المحلية.