قدمت تويتر منصة مثالية للمستخدمين من حول العالم للتحرر والتعبير عن الرأي بغض النظر عن الخلفيات السياسية والثقافية والدينية، والمنصة أصبحت أداة قوية في خلق التغيير الاجتماعي.
مع الزمن، تحولت تويتر من منصة تستخدمها المشاهير وأصحاب النفوذ، إلى أداة قوية يمكنها استخدامها الناس العاديون. وقد شهدت تويتر الكثير من التغييرات الجوهرية التي أدى إلى تحولها إلى منصة مختلفة تمامًا، حيث أصبح المفهوم الأساسي ينبع من المستخدمين، بدلاً من المتحكمين في المنصة.
واحدًا من المثالين الرئيسيين لهذا التحول التاريخي كانت إعلانات الانتفاضة المصرية في عام 2011، حيث شهدت تويتر ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المستخدمين الذين كتبوا حول أحداث الاحتجاج، وتم استخدام تويتر لنشر رسائل الثورة ونقل التطورات الجارية.
في الواقع، كانت منصة تويتر هي المنصة الوحيدة التي كان بإمكانها نشر الأخبار الحصرية للغاية، وقد تسببت تلك الأخبار في إحداث تغيير كامل في الواقع السياسي والاجتماعي. ومنذ ذلك الحين، أصبحت تويتر وسيلة مهمة لتمكين الأفراد من التعبير عن آرائهم والتحدث عن قضاياهم.
وتوفر تويتر أيضًا منصة للأشخاص الذين يشعرون بالأرقام والإحصاءات، حيث يمكنهم تحليل ومراقبة الاتجاهات في مختلف المجالات. وتمكن هذا النوع من التحليل والرصد متابعة ردود الفعل على القضايا الرئيسية، وتحديد مدى استجابة الناس للاحتياجات والمشكلات المحيطة بهم.
ولكن في مجتمع سريع التغير مثلنا، فإن الخط الفاصل بين الواقع والدفعات الافتراضية سريع الاستبدال، وهنا يكمن تأثير تويتر الأكبر. فالمنصة ليست عددًا من المعلومات المحدودة على خلفية وتمثل معارف العالم، وإنما هي منصة حية تستجد باستمرار وتنتج التحولات الرئيسية في الخطابات العامة والقدرة على خلق الجمهور، والترويج للقضايا الاجتماعية والسياسية.
والآن، يتواصل الناس مع بعضهم البعض ويتحدثون عن قضاياهم حول المنصات وعلى المستوى الشخصي، ويقدمون والدفعات الإعلامية بشكل متلاحق. وتويتر يجعل هذه الخطوات المتلامسة والتفاعلية الواضحة والمناسبة بسرعة كبيرة، ويعبر الدعم الاستمراري للمستخدمين عن قدرتهم الحركية وعلى تقديم التغيير. وتوفر تويتر منصة فريدة للتواصل والذكاء الاجتماعي، ولذلك فهي واحدة من هوات فائقة السرعة والقوة التي تعزز التغيير الاجتماعي والثقافي.