تويتر: أهمية المنصّة وقدرتها على التأثير في عالمنا الحالي
تويتر هي واحدة من أهم المنصات الاجتماعية في العالم، إذ يمكن القول إنها تعتبر في المرتبة الثالثة بعد فيسبوك وإنستغرام من حيث عدد المستخدمين حول العالم، ولكن أرقام التحليلات والإحصاءات لا تحظى بأهمية بالغة في هذا الموضوع، فقدرة تويتر على التأثير في عالمنا الحالي هي الأهم.
تويتر منصة اجتماعية تسمح للمستخدمين بالتواصل والتفاعل مع بعضهم البعض عبر المنشورات القصيرة التي تحتوي على 280 حرفًا فقط، ولكن تلك المساحة الصغيرة تحمل الكثير من الفعالية التي تجعل تويتر واحدة من الأدوات الأكثر فعالية في التأثير على الآراء والمعتقدات في العالم، وتساعد في تشكيل الرأي العام وتغيير السياسة العامة في العالم.
تويتر تعد منصة مثالية للتفاعل مع الأشخاص والمنظمات والأحداث الحالية، حيث يمكن للمستخدم إنشاء تغريدات تتضمن وسوم (هاشتاغ) الموضوع المطروح للنقاش، مما يعمل على استدعاء عدد كبير من المستخدمين الذين يهتمون بالموضوع وبتفاصيله المتعلقة به، وهذا يعني بالتالي توليد مناقشات مفيدة وتفاعلية وتمكين للأفكار والرؤى المختلفة للمشاركة في هذه المناقشات.
وبالرغم من شهرة تويتر ومكانتها كواحدة من أهم المنصات الاجتماعية، فإن عددًا كبيرًا من الأفراد والمنظمات لا يفهمون تمامًا ما هي أهمية تويتر وكيف يمكن استخدامها بشكل فعال. في الحقيقة، يمكننا أن نطلق على تويتر لقب “الأخبارية الحية”، حيث يمكن للمستخدمين متابعة الأحداث الجارية والتفاعل معها مباشرة، أي سواء كانت الأحداث سياسية أو رياضية أو حتى اجتماعية.
تويتر تعتبر واحدة من أهم الأدوات التي تمكن المستخدمين من التحكم في رأي العام دون الاعتماد على وسائل الإعلام التقليدية، ومن مزايا تويتر أنها توفر بيئة افتراضية آمنة ومحمية للمستخدمين، والتي تتيح لهم معرفة المواقف الأخرى وتبادل الأفكار والخبرات مع آخرين، لذا فإن استخدام تويتر يعد ضروريًا للأشخاص الذين يحتاجون إلى الاتصال بجماعات أخرى لتقديم الأفكار والآراء الجديدة وتحديد أيضًا وجهات النظر السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وبالإضافة إلى التفاعل الجاري على تويتر، فإن تويتر يعمل كذلك على تشكيل رأي العام وبناء الحملات الاجتماعية الناجحة عبر المنصات الاجتماعية، وتنتقل بعض هذه الحملات من تويتر إلى الواقع، وتُستخدم كأداة لتعديل المواقف السياسية وتحديد الأولويات العامة والتركيز على حلول للقضايا المختلفة، كما يمثل تويتر بمثابة نافذة متاحة للجمهور الكبير لمتابعة الأحداث الجارية وتحليلها بطريقة احترافية وجذابة.
وبالإضافة إلى ذلك، يمثل تويتر متنفسًا للمستخدمين الذين يستخدمونه كوسيلة للتواصل مع العالم، والتفاعل مع الآخرين بشكل سهل وفعال، ومشاركة الأخبار والموضوعات المهمة، كما يعد تويتر مصدرًا بديلًا للترفيه والاطلاع على المواسم الرياضية والبرامج التلفزيونية الأخرى.
كما تحظى تويتر أوسع نطاق دولي، إذ تحمل تويتر بصمات التغيير الحقيقي، والمساهمة في التحول الجذري للعديد من المجتمعات حول العالم. إذ أن هناك حالة من الانفتاح والتبادل الثقافي الدائر في تويتر، وليس هناك مكان للتمييز والعنصرية والتعصب الديني، وبالتالي فإن تويتر تحافظ على مكانتها كواحدة من أكثر المنصات الاجتماعية شمولًا وتنوعًا، حيث يمكن للمستخدمين العرب والغربيين والآسيويين وغيرهم من جميع الجنسيات التفاعل معاً وتبادل الأفكار والمشاركة في المناقشات.
وفي النهاية، فإن أهمية تويتر وقدرتها على التأثير في عالمنا الحالي لا يمكن لأي شخص أن ينكرها، ويمكن القول بالتأكيد إن تويتر يشكل جزءًا مهمًا من حياتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية، وأن استخدام تيوتر بشكل حكيم وفعال يمكن أن يساعد في تغيير العالم للأفضل.