لا شك أن تويتر قد صنعت تغييرا جذريا في ثقافة الحوار في العالم العربي. حيث أن التغيير الذي حدث في الثقافة الرقمية والتواصل عن بعد، قد مهد الطريق لظهور جيل جديد من الناشطين الرقميين والنشطاء المدافعين عن الحريات الفردية في العالم العربي.
في البداية، كان الحوار في العالم العربي محدودا لفئة معينة من الناس، حيث كان يتم التحدث في السوق والمنازل والمكاتب والمقاهي. ولكن مع ظهور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، تمكن الناس من التواصل بشكل أسهل وأسرع وبنقرة زر واحدة.
لهذا السبب، تمكن المواطنين من التواصل مع بعضهم البعض بشكل أكبر ولفترات زمنية أطول. وبفضل التقدم التكنولوجي، يصبح من السهل على الناس الآن الاتصال والتواصل مع بعضهم البعض في جانبي العالمين دون أي تكلفة تقريبا.
لقد صنعت تويتر ثقافة جديدة للحوار في العالم العربي، حيث أن هذا الموقع يسمح للمستخدمين بإرسال تغريدات قصيرة تحتوي على مواضيع وأفكار وآراء ومعلومات. ويمكن لمستخدمي تويتر أن يشاركوا رابط صورة أو فيديو ويمكن للآخرين المتابعين لهم الرد والتعليق عليها. وهذا الأمر يتيح للمستخدمين إمكانية التعبير عن آرائهم ومشاعرهم بشكل في غاية السهولة.
كما أن التويتر قد صنع ثقافة جديدة للحوار المستمر بين المواطنين والعلماء والنشطاء الرقميين. وهو مكان للنقاش الذي يتضمن الكثير من الأسئلة والأجوبة والتحليلات والتعليقات.
وبسبب تويتر، قد تمكن الناس من الإعراب عن أفكارهم وآرائهم دون أي قيود، وبدون الخوف من الانتقاد أو الانتقام. وقد حدث ذلك بفضل العديد من النشطاء الرقميين في العالم العربي الذين استخدموا تويتر وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي للتحدث عن مواضيع حساسة وقضايا اجتماعية.
علاوة على ذلك، تويتر قد صنعت ثقافة جديدة للحوار العام في العالم العربي، حيث أنه يعمل كعامل محفز لإنشاء مساحات واسعة للحوار بين الناس. بفضل تويتر، بدأت النقاشات العامة التي تتناول مواضيع عاجلة وحساسة من شأنها أن تغير الحياة في العالم العربي.
وليس فقط التويتر قد صنعت ثقافة جديدة للحوار في العالم العربي، بل أنها أيضا قد أعطت المواطنين صوتا وصورة، حيث أنها جعلت من السهل عليهم التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وآرائهم. وهذا الأمر قد أدى إلى صنع المزيد من القرارات التي تحسن من حياة المجتمعات العربية وتحقق لهم المزيد من الحريات والسعادة.
وعلى الرغم من أن هناك بعض السلبيات الصغيرة للثقافة الجديدة التي تم إنشاؤها من خلال تويتر، إلا أن الإيجابيات التي تضمنتها ثقافة الحوار الجديدة في العالم العربي، تفوق بكثير على سلبياتها.
في النهاية، فإن تويتر شغل مكانة مهمة في صنع ثقافة جديدة للحوار في العالم العربي. وهو قد منح المواطنين صوتا وممارسة حرية التعبير، والتحدث بشكل مفتوح حول الأفكار والآراء والمواضيع التي تشغل بالهم. ليس فقط ذلك، بل أنه أيضا أعطى فرصة للعلماء والنشطاء والمنظمات الحقوقية لتعزيز دفاعاتهم وممارساتهم من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية.