لا شك أن تويتر أحد أكثر وسائل التواصل الاجتماعي شهرة في العالم، ويحظى برواج كبير خاصة في الوطن العربي، ولكن ما هو تأثيره الفعلي على المجتمع والثقافة العربية؟ تحليل هذا التأثير مهم جداً لمن يهمه الأمر، فمع ما اعتبره بعض النقاد تأثير سلبي لتويتر على المجتمع، فإنه لا يخفى تماماً أن له آثارًا إيجابية ومباشرة على الحياة الثقافية للشعوب العربية.
من أهم آثار تويتر الإيجابية هو ما يتعلق بالحرية الكلامية والتعبيرية، فمن خلال تخصيص المجال لكل فرد في طرح آرائه وأفكاره بصراحة وحرية دون أن تحرمه من ذلك أي دافع قومي أو خوف من رد فعل السلطة أو الجماهير، فإن التعبير عن الرأي والانتقاد واتباع الأفكار يبقى متاحاً للجميع بشكل لم يسبق له مثيل في المجتمعات العربية.
هذا التأثير انعكس بشكل كبير على المشهد السياسي والاجتماعي للعديد من الدول العربية، فعلى سبيل المثال، فإن مصر اليوم تشهد نشاطاً كبيراً على تويتر في مناقشة القضايا السياسية والاجتماعية، وهذا ما أسهم بشكل كبير في تغيير الوعي الشعبي والتعامل مع القضايا الهامة بشكل أفضل، وذلك بسبب إمكانية لم الشمل حول رأي واحد ومشاركته بحرية.
ويأتي أيضا المساهمة في تعزيز التواصل الاجتماعي والتواصل الإنساني، وهو ما انعكس بشكل واضح على الثقافة العربية، فمن خلال تطوير التواصل الإنساني يستطيع العرب لغة وثقافةً التقرب أكثر وبالتالي تعزيز الإنتماء العربي بشكل عام.
ومن أبرز المؤثرات السلبية لتويتر هي التأثير السلبي على اللغة العربية، وهو ما يتضح من خلال انتشار النشرة الكتابية واللغة الإنجليزية العامية على المنصة أكثر من اللغة العربية الصحيحة، وهذا يؤدي إلى تقزز الكثير من العرب بلغتهم، وهو ما قد يسبب تدهوراً في مستوى التواصل باللغة العربية بين الأفراد.
كما أن التأثير السلبي الآخر هو تأثيره على السلوك الشخصي والاجتماعي، فقد أدى تحول التواصل إلى بيئة افتراضية في بعض الأحيان إلى الانفصام والتخلي عن الاتصال الحقيقي المباشر مع الزملاء والأصدقاء، وهذا يؤثر سلبًا على الأداء الاجتماعي لبعض الأفراد.
وفي النهاية، فإن تحليل تأثير تويتر على المجتمع والثقافة العربية يجب أن يكون شاملاً لكلا الجانبين، سواء الإيجابي أو السلبي، ويفترض علينا جميعاً اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين المنصة وتوجيهها بشكل أكثر فعالية لصالح المجتمع والثقافة العربية.