لا يختلف اثنان على أن تويتر قد دخل حياتنا بقوة، حتى صار من الصعب الاستغناء عنه بعد أن اصبح يعد اليوم المنصة الأولى للتواصل الاجتماعي لإطلاق الأفكار والمعلومات والأخبار. بدأت تويتر بوصفها منصة للكلام العام ولتعزيز العلاقات الاجتماعية، ومع حلول الوقت، أصبحت تويتر مكانًا هامًا لتحديد أفكار العوام ومعرفة وجهات نظر المجتمعات الأخرى. وليس هذا فحسب، فتويتر أصبح الآن الموقع الأول لمتابعة الأخبار، وأصبحت جميع التحديثات على سبيل المثال، تحظى بشعبية كبيرة بين المستخدمين، من بينها الاخبار التي تشمل تلك التي تتعلق بالأعمال والترفيه والحكومة والأحداث العالمية.
تجدر الإشارة إلى أن تويتر أصبح لها تأثير كبير في الاعلام والصحافة، فاصبح تويتر يشتغل كصحيفة رئيسية بتقديم جميع الأخبار والتحديثات بشكل فوري وسريع. هذا التحول الكامل في التركيبة الاعلامية، قد أحدث عدة تغيرات في عالم الاتصالات ووسائل الإعلام التي وصلت إليها التطورات، إذا كانت الجريدة الورقية كثيفة الصفحات كانت المصدر الرئيسي للأخبار والمعلومات، وكان من الممكن حتى الاعتماد على المذيعين التلفزيونيين المعروفين للحصول على التحديثات الأخيرة. لكن اليوم، مع انتشار التقنية الحديثة وتدفق البيانات، أصبح تويتر وسيلة فعالة للحصول على الأخبار والإعلان عنها.
تتحكم تويتر فعليًا في أي أخبار يتم تداولها ويتم نشرها، ويبدو أن هذا الأمر يساهم بشكل كبير في تزايد أهميتها كمصدر قوي للأخبار، وتأكد دور تويتر كصحيفة عالمية قوية عندما بدأت المجلات والصحف القديمة في إضافة روابط لحساباتها الخاصة على تويتر وأخذت في تغطية الأخبار البارزة التي كانت تنتشر على المنصة.
ومع ذلك، هناك مخاطر كثيرة لتأثير تويتر على الإعلام والصحافة، فهو غير محدود فيما يتعلق بالأنشطة التي يتم نشرها، سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة، ولا يتم تأكيد مدى مصداقيتها. وبالتالي تزيد حصيلة الأخبار الكاذبة والمزيفة التي يتم تداولها على تويتر دون أية مسؤولية، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للصحافة الحديثة وتناقل الأخبار.
يعد الرد الفعل السريع الذي يقدمه تويتر مزيدًا من العرض والطلب، مما يجعله أفضل مساحة لتغطية المناسبات والأخبار، لاسيما الأخبار الحالية التي تجري بشكل فعال. وفي الوقت نفسه، يصعب على أي صحيفة أوجريدة مواكبة التحديثات المتكررة على منصاتهم، وكلمة متعددة يمكن أن تنتشر داخل ثواني على تويتر، وفي كل مكان في العالم، وذلك يجعل مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر خيارًا أفضل للحصول على ميزة التدفق الفعال للأخبار الحالية.
بشكل عام، لقد أصبح تويتر على مدى السنوات القليلة الماضية القوي الثوري والمحرك الرئيسي للتقدم في الاعلام والصحافة في العالم. فهو يوفر القدرة على الوصول إلى مجموعة كبيرة من المشجعين والقراء الذين لا يستطعون الوصول إليهم بسهولة، وليس ذلك فحسب، فتويتر تتيح أيضًا لجميع المشرفين والصحفيين والكتاب فرصة لتوسيع صوتهم والتواصل مع قاعدة جماهير وعملائهم. إذا تم استخدامه بشكل جيد، يمكن لتويتر أن يكون ثورة في عالم الإعلام والصحافة، وهو ما يحتاج إليه هذا العصر لإدخال الابتكارات والتغييرات الجذرية.