لا شك أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر قد بدأ يظهر بشكل واضح على المجتمع، وبشكل خاص على السياسة والتحولات الاجتماعية. ولكن ما يتسبب في قلق كثير من الناس هو الهجوم الإعلامي على تويتر وهذا يعني تقييد حرية التعبير، والأمر الذي يجعل هذا الموضوع مثيرًا للجدل. فما هو الهجوم الإعلامي على تويتر؟ وكيف يؤثر على حرية التعبير؟ وهل هو فعلاً يشكل خطراً عليها؟
قبل الحديث عن الهجوم الإعلامي على تويتر، يجب أن نتحدث عن أهمية التواصل الاجتماعي في عالمنا الحديث. فمنذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، باتت التكنولوجيا الحديثة تسمح بإدخال كل العالم إلى عالم صغير يربط الأشخاص والمؤسسات والحكومات والشركات بطريقة مباشرة. ومع تحول الكثيرين إلى استخدام الإنترنت والهواتف الذكية وجدى الحاجة إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مصدرًا هامًا للمعلومات ومفيدة للثقافة العامة بطريقة لم تكن بالإمكان تصورها منذ نحو عقد من الزمن. ولكن وسائل التواصل الاجتماعي بدأت تواجه بعض المشاكل، منها الأخبار المفبركة، والتعليقات العنصرية، والإساءة إلى الناس، وتعرض الأشخاص للإلحاح والترويج لأفكار أو أجندات لا تتوافق مع القيم والأخلاق والإرادة الديمقراطية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن تفشي الأخبار المزيفة والمغيبة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتحريض الإعلامي المنتشر بشكل واسع أيضًا على هذه الوسائل، ومحاولة بعض الأفراد والجهات السياسية الاستفادة منها كأداة لنقل أجنداتهم، هي مشكلة تؤثر سلبًا على الديموقراطية. فالتواصل الاجتماعي يمكن أن يكون عاملاً مؤثراً في نشر المعلومات، لكنه أيضاً يمكن أن يكون أحد الدوافع لردود الفعل الشديدة والعنيفة الغير محترمة.
ولكن، على الرغم من المشاكل التي تواجه وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها تشكل أجزاء هامة من حرية التعبير والمشاركة في المجتمع. وفي الوقت نفسه، فعلى الرغم من القدرة والحرية المرتبطة بالتعبير على الإنترنت، فهناك حدود. ومن الواضح ، فإن الزخم الإعلامي الذي يشغل وسائل التواصل الاجتماعي مع زيادة عدد الدخول يمكن أن يسبب ضررًا في بعض الأحيان.
وهنا يتأثر حرية التعبير على التواصل الاجتماعي. هناك عدد من الشركات التي قد تمارس الرقابة على محتوى التواصل الاجتماعي، والتي يمكن أن تشمل عددًا من الأمور مثل الإبلاغ عن المحتوى الدعائي أو العنيف أو العنصري. وعلى الرغم من أن هذا يمكن أن يوفر حماية إضافية من التعرض للكره أو العداء، إلا أن ذلك يتطلب مراجعة وتحليل ملاحظات العملاء مما قد يؤثر على حرية التعبير.
ولكن، في الوقت الحالي، فإن زيادة عدد المنشورات والتعليقات الدعائية والضارة والبعض من هذه المنشورات قد يؤدي إلى إجراءات أكثر صرامة، مما يزيد الحد من حرية التعبير. وبالتالي، من شأن الهجوم الإعلامي على تويتر أن يساهم في قيد حرية التعبير من خلال إحباط المستخدمين من نشر آرائهم واستغلال هذه الخطوة لفرض سيطرة على التعبير.
على الجانب المشرق، فإن القيام بالأنشطة ذات الصلة بوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يساعد في تعزيز فهمنا الافتراضي للأحداث، فضلاً عن التواصل وإدخال المعلومات لآفاق جديدة. ومن المهم الاعتراف بأن التواصل الاجتماعي هو قناة لتهيئة الحوار العام وتسهيل الولاءات المفتوحة ، بغض النظر عن ما إذا كان التقدم المهني أو الشخصي تحت مسمى مؤسسة أو هيئة خيرية أو حكومة.
ولذلك، لن يكون من الصحيح تماماً القول إن الهجوم الإعلامي على تويتر يشكل خطرًا على حرية التعبير، لأن ذلك يساوي القول بأن وسائل التواصل الاجتماعي كلها تسيء إلى الحرية الشخصية. ولكن، مع الحفاظ على توازن مستمر في ممارسة الحرية والمساءلة وبدون إخطار وردود الفعل الجارية المرتبطة بها، يمكن أن تعزز الاتصالات وتحمي الحرية الأساسية للمشاركة في الحوار العام.